إلى فتح ولا يصدر عنها تدبير إلا إلى نجح إلى أن حان يومها العصيب وقيض لها من المكروه أوفر نصيب فتولت فقيدة وخلت من بهجتها كل عقيدة انتهى .
وقد حكى الحميدي في جذوة المقتبس هذه الحكاية الواقعة لابن أبي الحباب بزيادة فقال - بعد أن ذكر هذه المنية العامرية التي إلى جانب الزهراء - إن أبا المطرف بن أبي الحباب الشاعر دخل إلى المنصور في هذه المنية فوقف على روضة فيها ثلاث سوسنات ثنتان منها قد تفتحا وواحدة لم تفتح فقال .
( لا يوم كاليوم في أيامنا الأول ... بالعامرية ذات الماء والظلل ) .
( هواؤها في جميع الدهر معتدل ... طيبا وإن حل فصل غير معتدل ) .
( ما إن يبالي الذي يحتل ساحتها ... بالسعد ألا تحل الشمس في الحمل ) .
( كأنما غرست في ساعة وبدا السوسان ... من حينه فيها على عجل ) .
( أبدت ثلاثا من السوسان مائلة ... أعناقهن من الإعياء والكسل ) .
( فبعض نوارها للبعض منفتح ... والبعض منغلق عنهن في شغل ) .
( كأنها راحة ضمت أناملها ... من بعدما ملئت من جودك الخضل ) .
( وأختها بسطت منها أناملها ... ترجو نداك كما عودتها فصل ) وقد ذكر ابن سعيد أن ابن العريف النحوي دخل على المنصور بن أبي عامر وعنده صاعد اللغوي البغدادي فأنشده وهو بالموضع المعروف بالعامرية من أبيات .
( فالعامرية تزهى ... على جميع المباني