وكان بسر قسطة في القصر المسمى بدار السرور مجلس الذهب أحد قصور المقتدر بن هود وفيه يقول ذو الوزارتين بن غندشلب يهجو وزيرا كان ينبز بتحقون .
( ضج من تحقون بيت الذهب ... ودعا مما به واحربي ) .
( رب طهرني فقد دنسني ... عار تحقون الموفى الذنب ) .
وكتب بعض كبراء الأندلس إلى إخوانه كتابي هذا من وادي الزيتون ونحن فيه مختلفون ببقعة اكتست من السندس الأخضر وتحلت بأنواع الزهر وتخايلت بأنهار تتخللها وأشجار تظللها تحجب أدواحها الشمس لالتفافها وتأذن للنسيم فيميل من أعطافها وما شئم من محاسن تروق وتعجب واطيار تتجاوب بألحان تلهي وتطرب في مثلها يعود الزمان كله صبا وتجري الحياة على الأمل والمنى وأنا فيها أبقاكم الله سبحانه بحال من طاب غذاؤه وحسن استمراؤه وصحا من جنون العقار واستراح من مضض الخمار وزايلته وساوسه وخلصت من الخباط هواجسه ثم ذكر كلاما من هذا النمط في وصف الخمار والدعاء إلى العقار