وأبطال الجلاد فحشر الخلق في صعيد وأخذوا الأهبة والزينة في عيد سعيد وشمل الاستدعاء كل قريب وبعيد عن وعد ووعيد ورحلنا وفضل الله شامل والتوكل عليه كاف كافل وخيمنا بظاهر الحضرة حتى استوفى الناس أرابهم واستكملوا أسرابهم ودسنا منهم بلاد النصارى بجموع كثرها الله وله الحمد وأنماها وأبعد في التماس ما عنده من الاجر منتماها وعندما حللنا قاشرة وجدنا السلطان دون بطره مؤمل نصرنا وإنجادنا ومستعيد حظه من لواحق جهادنا ومقتضي دين كدحه بإعانتنا إياه وإنجادنا قد نزل بظاهرها في محلات ممن استقر على دعوته وتمسك بطاعته وشمله حكم جماعته فكان لقاؤنا إياه على حال أقرت عيون المسلمين وتكفلت بإعزاز الدين ومجملها يغني عن التعيين والشرح والتبيين ورأى هو ومن معه من وفور جيش الله ما هالهم وأشك في حال اليقظة خيالهم من جموع تسد الفضا وأبطال تقارع أسود الغضا وكتائب منصورة ورايات منشورة وأمم محشورة تفضل عن مرأى العين وتردي العدو في مهاوي الحين فاعترفوا بما لم يكن في حسابهم واعتبر في عزة الله سبحانه أولو ألبابهم وإذا كثر الله تعالى العدد نما وزكا وإذا أزاح العلل ما اعتذر غاز ولا شكا وسالت من الغد الأباطح بالأعراف وسمت الهوادي إلى الاستشراف وأخذ الترتيب حقه من المواسط الجهادية والأطراف وأحكمت التعبية التي لا ترى العين فيها خللا ولا يجد الاعتبار عندها دخلا وكان النزول على فرسخ من عدوة النهر الأعظم من خارج المدينة أنجز الله تعالى وعد دمارها وأعادها إلى عهدها في الإسلام وشعارها ومحا ظلام الكفر من آفاقها بملة الإسلام وأنوارها وقد برزت من حاميتها شوكة سابغة الدروع وافرة الجموع