وقال أبو إسحاق الصابي وتوارد مع الشريف الرضي في المعنى والقافية يصف قصر روح بالبصرة .
( أحبب إلي بقصر روح منزلا ... شهدت بنيته بفضل الباني ) .
( سور علا وتمنعت شرفاته ... فكأن إحداهن هضب أبان ) .
( وكأنما يشكو إلى زواره ... بين الخليط وفرقة الجيران ) .
( وكأنما يبدي لهم من نفسه ... إطراق محزون الحشا حران ) .
ولأحمد بن فرج الإلبيري من أبيات .
( سألت بها فما ردت جوابا ... عليك وكيف تخبرك الطلول ) .
( ومن سفه سؤالك رسم دار ... مضى لعفائه زمن طويل ) .
( فإن تك أصبحت قفرا خلاء ... لعينيك في مغانيها همول ) .
( فقدما قد نعمت قرير عين ... بها وبربعها الرشأ الكحيل ) .
وقال أبو عبد الله بن الحناط الأندلسي الأعمى .
( لو كنت تعلم ما بالقلب من نار ... لم توقد النار بالهندي والغار .
( يا دار علوة قد هيجت لي شجنا ... وزدتني حرقا حييت من دار ) .
( كم بت فيك على اللذات معتكفا ... والليل مدرع ثوبا من القار ) .
( كأنه راهب في المسح ملتحف ... شد المجد له وسطا بزنار ) .
( يدير فيه كؤوس الراح ذو حور ... يدير من طرفه ألحاظ سحار ) .
ولا مزيد في التفجع على الديار والتوجع للدمن والآثار على قول البحتري