( محل على القاطول أخلق دائرة ... وعادت صروف الدهر جيشا تغاوره ) .
( كأن الصبا توفي نذورا إذا انبرت ... تراوحه أذيالها وتباكره ) .
( ورب زمان ناعم ثم عهده ... ترق حواشيه ويونق ناضره ) .
( تغير حسن الجعفري وأنسه ... وقوض بادي الجعفري وحاضره ) .
( تحمل عنه ساكنوه فجاءة ... فعادت سواء دوره ومقابره ) .
( إذا نحن زرناه أجد لنا الأسى ... وقد كان قبل اليوم يبهج زائره ) .
( ولم أنس وحش القصر إذ ريع سربه ... إذ ذعرت أطلاؤه وجآذره ) .
( وإذ صيح فيه بالرحيل فهتكت ... على عجل أستاره وستائره ) .
( وأوحشه حتى كأن لم يكن به ... أنيس ولم تحسن لعين مناظره ) .
( كأن لم تبت فيه الخلافة طلقة ... بشاشتها والملك يشرق زاهره ) .
( ولم تجمع الدنيا إليه بهاءها ... وبهجتها والعيش غض مكاسره ) .
( فاين الحجاب الصعب حيث تمنعت ... بهيبتها أبوابه ومقاصره ) .
( وأين عميد الناس في كل نوبة ... تنوب وناهي الدهر فيهم وآمره ) .
وعلى قول أبي إسحاق بن خفاجة الأندلسي .
( ومرتبع حططت الرحل فيه ... بحيث الظل والماء القراح ) .
( تخرم حسن منظره مليك ... تخرم ملكه القدر المتاح ) .
( فجرية ماء جدوله بكاء ... عليه وشدو طائره نواح )