( خلعت عليه غلائد ورسية ... شمس ترد الطرف عنه حسيرا ) .
( وإذا نظرت إلى غرائب سقفه ... أبصرت روضا في السماء نضيرا ) .
( وعجبت من خطاف عسجده التي ... حامت لتبني في ذراه وكورا ) .
( وضعت به صناعة أقلامها ... فأرتك كل طريدة تصويرا ) .
( وكأنما للشمس فيه ليقة ... مشقوا بها التزويق والتشجيرا ) .
( وكأنما باللازورد مخرم ... بالخط في ورق السماء سطورا ) .
( وكأنما وشوا عليه ملاءة ... تركوا مكان وشاحها مقصورا ) .
ثم مدح المنصور بعد ذلك وختم القصيدة بقوله .
( يا مالك الأرض الذي أضحى له ... ملك السماء على العداة نصيرا ) .
( كم من قصور للملوك تقدمت ... واستوجبت بقصورك التأخيرا ) .
( فعمرتها وملكت كل رياسة ... منها ودمرت العدا تدميرا ) .
قلت لم أر لهذه القصيدة من نظير في معناها اليانع النضير ولفظها النمير الذي شمر فيه قائلها عن ساعد الإجادة أي تشمير غير أن فيها عندي عيبا واحدا وهو ختمها بلفظ التدمير وعلى كل حال فالحسن والإحسان يقادان في أرسان لعبد الجبار بن حمديس المذكور ذي المقاصد الحسان وخصوصا في وصف المباني والبرك فما أبقى لسواه في ذلك حسنا ولا ترك .
ومن ذلك قوله في وصف بركة تجري إليها