طيور وزرافات وأسود وكل ذلك في قصر أطنب في وصفه في قصيدة طويلة .
( والماء منه سبائك فضية ... ذابت على دوحات شاذروان ) .
( وكأنما سيف هناك مشطب ... ألقته يوم الحرب كف جبان ) .
( كم شاخص فيه يطيل تعجبا ... من دوحة نبتت من العقيان ) .
( عجبا لها تسقي الرياض ينابعا ... نبعت من الثمرات والأغصان ) .
( خصت بطائره على فنن لها ... حسنت فأفرد حسنها من ثاني ) .
( قس الطيور الخاشعات بلاغة ... وفصاحة من منطق وبيان ) .
( فإذا أتيح لها الكلام تكلمت ... بخرير ماء دائم الهملان ) .
( وكأن صانعها استبد بصنعة ... فخر الجماد بها على الحيوان ) .
( أوفت على حوض لها فكأنها ... منها على العجب العجاب رواني ) .
( فكأنها ظنت حلاوة مائها ... شهدا فذاقته بكل لسان ) .
( وزرافة في الجوف من أنبوبها ... ماء يريك الجري في الطيران ) .
( مركوزة كالرمح حيث ترى له ... من طعنه الخلق انعطاف وسنان ) .
( وكأنما ترمي السماء ببندق ... مستنبط من لؤلؤ وجمان ) ( لو عاد ذاك الماء نفطا أحرقت ... في الجو منه قميص كل عنان ) .
( في بركة قامت على حافاتها ... أسد تذل لعزة السلطان ) .
( نزعت إلى ظلم النفوس نفوسها ... فلذلك انتزعت من الأبدان ) .
( وكأن برد الماء منها مطفىء ... نارا مضرمة من العدوان ) .
( وكانما الحيات من أفواهها ... يطرحن أنفسهن في الغدران ) .
( وكانما الحيتان إذ لم تخشها ... أخذت من المنصور