ثم ذكر بركة فيه عليها أشجار من ذهب وفضة ترمي فروعها المياه وتفنن فذكر أسودا على حافاتها قاذفة بالمياه أيضا فقال .
( وضراغم سكنت عرين رياسة ... تركت خرير الماء فيه زئيرا ) .
( فكأنما غشى النضار جسومها ... وأذاب في أفواهها البلورا ) .
( أسد كأن سكونها متحرك ... في النفس لو وجدت هناك مثيرا ) .
( وتذكرت فتكاتها فكأنما ... أقعت على أدبارها لتثورا ) .
( وتخالها والشمس تجلو لونها ... نارا وألسنها اللواحس نورا ) .
( فكأنما سلت سيوف جداول ... ذابت بلا نار فعدن غديرا ) .
( وكأنما نسج النسيم لمائه ... درعا فقدر سردها تقديرا ) .
( وبديعة الثمرات تعبر نحوها ... عيناي بحر عجائب مسجورا ) .
( شجرية ذهبية نزعت إلى ... سحر يؤثر في النهى تأثيرا ) .
( قد صولجت أغصانها فكأنما ... قنصت بهن من الفضاء طيورا ) .
( وكأنما تأبى لواقع طيرها ... أن تستقل بنهضها وتطيرا ) .
( من كل واقعة ترى منقارها ... ماء كسلسال اللجين نميرا ) .
( خرس تعد من الفصاح فإن شدت ... جعلت تغرد بالمياه صفيرا ) .
( وكأنما في كل غصن فضة ... لانت فأرسل خيطها مجرورا ) .
( وتريك في الصهريج موقع قطرها ... فوق الزبرجد لؤلؤا منثورا ) .
( ضحكت محاسنه إليك كأنما ... جعلت لها زهر النجوم ثغورا ) .
( ومصفح الأبواب تبرا نظروا ... بالنقش فوق شكوله تنظيرا ) .
( تبدو مسامير النضار كما علت ... تلك النهود من الحسان صدورا