فتحدث الناس أنهما اصطبحا عليه سرورا بهلاكه .
وبعد هذه الواقعة أذعن أهل الأندلس للبرابرة ولم يجتمع لهم بعدها جمع ينهضون به إليهم وضرب القاسم بن حمود سرادق المرتضى على نهر قرطبة وغشية خلق من النظارة وقلوبهم تتقطع حسرات وأنشد عبادة ابن ماء السماء قصيدته التي أولها .
( لك الخير خيران مضى لسبيله ... وأصبح أمر الله في ابن رسوله ) .
وتمكنت أمور القاسم وولى وعزل وقال وفعل إلى أن كشف وجهه في خلع طاعته ابن أخيه يحيى بن علي وكتب من سبتة إلى أكابر البرابر بقرطبة إن عمي أخذ ميراثي من أبي ثم إنه قدم في ولاياتكم التي أخذتموها بسيوفكم العبيد والسودان وأنا أطلب ميراثي وأوليكم مناصبكم وأجعل العبيد والسودان كما هم عند الناس فأجابوه إلى ذلك فجمع ما عنده من المراكب وأعانه أخوه إدريس صاحب مالقة فجاز البحر بجمع وافر وحصل بمالقة مع أخيه وكتب له خيران صاحب المرية مذكرا بما أسلفه في إعانته أبيه وأكد المودة فقال له أخوه إدريس إن خيران رجل خداع فقال يحيى ونحن منخدعون فيما لا يضرنا ثم إن يحيى أقبل إلى قرطبة واثقا بأن البرابر معه فقر القاسم إلى إشبيلية في خمسة فرسان من خواصه ليلة السبت 28 من شهر ربيع الآخر سنة 412 وحل يحيى بقرطبة فبايعه البرابر والسودان وأهل البلد يوم السبت مستهل جمادى الآخرة وكان يحيى من النجباء وأمه فاطمية وإنما