وخيران العامري الصقلبي صاحب المرية وانضاف إليهم جمع من الفرنج وتأهب القاسم والبرابرة للقائهم فكان من الاتفاق العجيب أن فسدت نية منذر وخيران على المرتضى وقالا أرانا في الأول وجها ليس بالوجه الذي نراه حين اجتمع إليه الجم الغفير وهذا ماكر غير صافي النية فكتب خيران إلى ابن زيري الصنهاجي المتغلب على غرناطة وهو داهية البربر وضمن له أنه متى قطع الطريق على المرتضى عند اجتيازه عليه إلى قرطبة خذل عن نصرته الموالي العامريين أعداء المروانيين وأصحاب رياسة الثغور فأصغى ابن زيري إلى ذلك وكتب المرتضى إلى ابن زيري يدعوه لطاعته فقلب الكتاب وكتب في ظهره ( قل يا أيها الكافرون - السورة ) السورة 109 فأرسل إليه كتابا ثانيا يقول فيه قد جئتك بجميع أبطال الأندلس وبالفرنج فماذا تصنع وختم الكتاب بهذا البيت .
( إن كنت منا أبشر بخير ... أو لا فأيقن بكل شر ) .
فأمر الكاتب أن يحول الكتاب ويكتب في ظهره ( ألهاكم التكاثر - السورة ) السورة 102 فازاداد حنقه وحمله الغيظ إلى أن ترك السير إلى خضرة الإمامة قرطبة وعدل إلى محاربته وهو يرى أنه يصطلمه في ساعة من نهار ودامت الحرب أياما وأرسل ابن زيري إلى خيران يستنجزه وعده فأجابه إنما توقفت حتىترى مقدار حربنا وثبرنا ولو كنا ببواطننا معه ما ثبت جمعك لنا ونحن ننهزم عنه ونخذله في غد .
ولما كان من الغد رأى أعلام خيران وأعلام منذر وأصحاب الثغور قد ولت عنه فسقط في يد المرتضى وثبت حتى كادوا يأخذونه واستحر القتل وصرع كثير من أصحابه فلما خاف القبض عليه ولى فوضع عليه خيران عيونا فلحقوه بقرب وادي آش وقد جاوز بلاد البربر وأمن على نفسه فهجموا عليه فقتلوه وجاؤوا برأسه إلى المرية وقد حل بها خيران ومنذر