بعدها بولي العهد .
ونقم عليه أهل الدولة ذلك فكان فيه حتفه وانقراض دولته ودولة قومه وكان أسرع الناس كراهة لذلك الأمويين والقرشيين فغصوا بأمره وأسفوا من تحويل الأمر جملة من المضرية إلى اليمنية فاجتمعوا لشأنهم وتمشت من بعض إلى بعض رجالاتهم وأجمعوا أمرهم في غيبة من المذكور ببلاد الجلالقة في غزاة من صوائفه ووثبوا بصاحب الشرطة فقتلوه بمقعده من باب قصر الخلافة بقرطبة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة وخلعوا هشاما المؤيد .
بيعة المهدي بالله .
وبايعوا محمد بن هشام بن عبد الجبار ابن أمير المؤمنين الناصر لدين الله من أعقاب الخلفاء ولقبوه بالمهدي بالله وطار الخبر إلى عبد الرحمن الحاجب ابن المنصور بمكانه من الثغر فانفض جمعه وقفل إلى الحضرة مدلا بمكانه زعيما بنفسه حتى إذا قرب من الحضرة تسلل عنه الناس من الجند ووجوه البربر ولحقوا بقرطبة وبايعوا المهدي القائم بالأمر وأغروه بعبد الرحمن الحاجب لكونه ماجنا مستهترا غير صالح للأمر فاعترضه منهم من قبض عليه واحتز رأسه وحمله إلى المهدي وإلى الجماعة وذهبت دولة العامريين كأن لم تكن ولله عاقبة الأمور .
وفي المهدي يقول بعضهم .
( قد قام مهدينا