( وشارك الناس في حريم ... لولاه ما زال بالمصون ) .
( من كان من قبل ذا أجما ... فاليوم قد صار قرون ) .
خبر الفتنة البربرية .
وكان رؤساء البربر وزناته لحقوا بالمهدي لما رأوا من سوء تدبير عبد الرحمن وانتفاض أمره وكانت الأموية تعتد عليهم ما كان من مظاهرتهم العامريين وتنسب تغلب المنصور وبنيه على الدولة إليهم فسخطتهم القلوب وخزرتهم العيون ولولا ما لهم من العصبية لاستأصلهم الناس ولغطت ألسنة الدهماء من أهل المدينة بكراهتهم وأمر المهدي أن لا يركبوا ولا يتسلحوا ورد بعض رؤسائهم في بعض الأيام من باب القصر فانتهب العامة دورهم وشكا بعضهم إلى المهدي ما أصابهم فاعتذر إليهم وقتل من اتهم من العامة في أمرهم وهو مع ذلك مظهر لبغضهم مجاهر بسوء الثناء عليهم وبلغهم أنه يريد الفتك بهم فتمشت رجالاتهم وأسروا نجواهم واشتوروا في تقديم هشام بن سليمان ابن أمير المؤمنين الناصر وفشا في الخاصة حديثهم فعوجلوا عن مرامهم ذلك وأغرى بهم السواد الأعظم فثاروا بهم وأزعجوهم عن المدينة وتقبض على هشام وأخيه أبي بكر وأحضر بين يدي