وبهجة النفوس ونزهة الأبصار ولما أمر المنصور بن أبي عامر بسجن المصحفي في المطبق بالزهراء ودع أهله وودعوه وداع الفرقة وقال لهم لستم ترونني بعدها حيا فقد أتى وقت إجابة الدعوة وما كنت أرتقبه منذ أربعين سنة وذلك أني أشركت في سجن رجل في عهد الناصر وما أطلقته إلا برؤيا رأيتها بأن قيل لي أطلق فلانا فقد أجيبت فيك دعوته فأطلقته وأحضرته وسألته عن دعوته علي فقال دعوت على من شارك في أمري أن يميته الله في أضيق السجون فقلت إنها قد أجيبت فإني كنت ممن شارك في أمره وندمت حين لا ينفع الندم فيروى أنه كتب للمنصور بن أبي عامر بهذه الأبيات [ البسيط ] هبني أسأت فأين العفو والكرم إذ قادني نحوك الإذعان والندم يا خير من مدت الأيدي إليه أما ترثي لشيخ نعاه عندك القلم بالغت في السخط فاصفح صفح مقتدر إن الملوك إذا ما استرحموا رحموا فأجابه المنصور بأبيات لعبد الملك الجزيري [ البسيط ] يا جاهلا بعد ما زلت بك القدم تبغي التكرم لما فاتك الكرم ندمت إذ لم تعد مني بطائلة وقلما ينفع الإذعان والندم نفسي إذا جمحت ليست براجعة ولو تشفع فيك العرب والعجم فبقي في المطبق حتى مات نعوذ بالله تعالى من دعوة المظلوم انتهى وقد ذكر بعضهم فيه هذه الأبيات زيادة حسبما ذكرناه في غير هذا المحل فإن هذه الأبيات للمنصور وهذا المؤرخ مصرح بأنها لعبد الملك الجزيري وقد يقال