احتمل السبع ولدها وشكت إلى بعض الصالحين فأشار عليها بالصدقة فتصدقت برغيف فأطلق السبع ولدها وسمعت النداء يا هذه لقمة بلقمة وإنا لما استودعناه لحافظون .
واهجروا الشهوات واستدركوا البقية من بعد الفوات وأفضلوا لمساكينكم من الأقوات واخشعوا لما أنزل الله تعالى من الآيات وخذوا نفوسكم بالصبر على الأزمات والمواساة في المهمات وأيقظوا جفونكم من السنات واعلموا أنكم رضعاء ثدي كلمة التوحيد وجيران البلد الغريب والدين الوحيد وحزب التمحيص ونفر المرام العويص فتفقدوا معاملاتكم مع الله تعالى ومهما رأيتم الصدق غالبا والقلب للمولى الكريم مراقبا وشهاب اليقين ثاقبا فثقوا بعناية الله التي لا يغلبكم معها غالب ولا ينالكم لأجلها عدو مطالب فإنكم في الستر الكثيف وكنف الخبير اللطيف ومهما رأيتم الخواطر متبددة والظنون في الله مترددة والجهات التي تخاف وترجى متعددة والغفلة عن الله ملامسها متجددة وعادة دواعي الخذلان دائمة وأسواق الشهوات قائمة فاعلموا أن الله تعالى منفذ فيكم وعده ووعيده في الأمم الغافلين وأنكم قد ظلمتم أنفسكم ولا عدوان إلا على الظالمين والتوبة ترد الشارد إلى الله تعالى والله يحب التوابين ويحب المتطهرين وهو القائل ( إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) .
وما أقرب صلاح الأحوال مع الله تعالى إذا صحت العزائم وتوالت على حزب الشيطان الهزائم وخملت الدنيا الغريبة في العيون وصدقت فيها عند الله الظنون ( يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ) وثوبوا سراعا إلى طهارة الثوب وإزالة