تعالى لي أيها الشيخ فقال له ارجع إلى الله تعالى حق الرجوع بحيث تتحقق أنه الممرض والمعافي واخرج عن بعض ما عندك من فضول الدنيا لأبناء الجنس لتكون ممن وقي شح نفسه فحينئذ يحصل لك ما ترجوه من الدعاء ثم التفت إلى الحاضرين وقال في المرض فوائد لا ينبغي أن تجهل الأولى معرفة قدر العافية الثانية تمحيص بعض الذنوب الثالثة توقع الثواب الرابعة تنقية الجسم من فضول الأخلاط الخامسة كثرة ذكر الله تعالى والتضرع إليه السادسة حدوث الرقة والشفقة السابعة وهي العظمى الصدقة والخروج عن رذيلة البخل انتهى وحدث الكاتب أبو القاسم ابن رضوان عن أبي بكر ابن منظور عن بعض أعيان مراكش أنه توفي وأوصى ابنا له كان من أهل البطالة أن يعمد إلى ألف دينار من متخلفه فيدفعها للشيخ سيدي أبي العباس السبتي ففعل وقال للشيخ إن أبي توفي وأوصاني أن أدفع إليك هذه الألف دينار تضعها حيث شئت فقال له الشيخ قد قبلتها وصرفتها إليك فقال له يا سيدي وما تأمرني أن أفعل بها قال خذها قال فانصرفت من عنده وسؤت ظنا بقوله ثم قلت وأنا أنفق مثل ذلك على عادتي في الوجه الذي يلذ لي فلأفعلن بها ما أفعل بغيرها فأخذتها في محفظة وخرجت ألتمس الزنى فإذا امرأة على دابة وغلام يقودها فأشرت إلى الغلام فقال لي نعم واتبعني إلى بستان لي فنزلت المرأة فأدخلتها إلى قبة كانت في البستان وأخذ الغلام الدابة وصار ناحية وقال أغلق الباب ففعلت ثم أقبلت إلى القبة فإذا المرأة تبكي بكاء شديدا حتى طال بكاؤها وبكيت لبكائها فقلت لها ما شأنك فقالت أفعل ما دعوتني لأجله ودع عنك هذا ونحيبها يزيد فقلت لها إن المعنى الذي دعوتك لأجله لا يصلح مع البكاء بل مع الأنس وانشراح الصدر وزوال الانقباض ورفع الخجل فقالت نترك البكاء ونرجع للأنس على ما تحب ويوفى غرضك فقلت لا حتى أعلم سبب بكائك وألححت عليها فقالت أتعرف حاجب الملك الذي سجنه قلت نعم قالت فأنا ابنته