ولم يبق له أحد غيري وقد سجنه الملك وأخذ أمواله فما زلت أبيع ما ترك أبي وأنفقه عليه حتى لم يبق بيدي شيء فلما أعيتني الحيلة فيما أنفقه ألجأت نفسي ووقفت هذا الموقف وأنا بكر ما رأى لي أحد وجها قط فرميت لها بالألف دينار وقلت لها والله لا قربت منك على هذا الوجه أبدا فأنفقي الدنانير على والدك إلى أن تنفد وابعثي لي غلامك أعلمه بمنزلي ولازمي دارك واستمري على صيانتك وإلا فضحتك وتريني والله لا أزال أبيع أملاكي وأنفقها على والدك حتى أموت أو يفنى كل ما أملكه ثم خرجت ألتمس الغلام وإذا بجماعة يطلبون البنت وقالوا إن الملك رضي عن والدها ورد عليه ضياعه وأملاكه ووصله بعشرة آلاف دينار وقعد يلتمس بنته فلم توجد فسقط في يد الغلام الذي كان مع الدابة وظن أن الأمر على ما جرى بيني وبين البنت فبادرته وقلت له لا عليك فتجاهل في خبرها حتى ينصرفوا ودخلت إلى البنت وقلت لها إن الملك قد رضي عن والدك ورد عليه ماله ووصله فسيري إلى دارك فركبت دابتها وانصرفت فدخلت على والدها فقال لها أين كنت وما الذي أخرجك عن دارك وهم بها فقالت له أخرج عني كل من في الدار ففعل فأخبرته أمرها مع الشاب من أوله إلى آخره ورمت إليه بالألف دينار وقالت له هذا الذي أعطاني لأنفق عليك فقال أبوها هذا والله هو الكبريت الأحمر والله لو كان أبوه كنافا ما أنفت أن أزوجك منه فوجه العبد الذي كان معها إلى الشاب وقال له إن سيدي يدعوك قال فخفت أن يوضع عنده الأمر على غير وجهه ثم أقدمت إقدام من علم براءة نفسه فدخلت عليه فقام إلي وعانقني وقد عرف لي مقامي وقال أما الآن وأنت من أعيان الناس فقد قرت بك عيني وقال والله لو كان أبوك كنافا ما أنفت لبنتي أن أزوجك منها فما قام من المجلس حتى وجه إلى