( فخفت إليها الذابلات كأنها ... طيور إلى وكر أطلن تهاويا ) .
( حكت شبها للنحل والنحل حوله ... عصي إلى مثواه تهوي عواليا ) .
( فمن مثبت منها الرمية مدرك ... ومن طائش في الجو حلق وانيا ) .
( وحصن منيع في ذراها قد ارتقى ... فأبعد في الجو الفضاء المراقيا ) .
( كأن بروق الجو غارت وقد أرت ... بروج قصور شدتهن سواميا ) .
( فأنشأت برجا صاعدا متنزلا ... يكون رسولا بينهن مداريا ) .
( تطور حالات أتى في ضروبها ... بأنواع حلي تستفز الغوانيا ) .
( فحجل برجليها وشاح بخصرها ... وتاج إلى ما حل منها الأعاليا ) .
( وما هو إلا طير سعد بذروة ... غدا زاجرا من أشهب الصبح بازيا ) .
( أمولاي يا فخر الملوك ومن به ... سيبلغ دين الله ما كان راجيا ) .
( بنوك على حكم السعادة خمسة ... وذا عدد للعين ما زال واقيا ) .
( تبيت لهم كف الثريا معيذة ... ويصبح معتل النواسم راقيا ) .
( أسام عليها للسعادة ميسم ... ترى العز فيها مستكنا وباديا ) .
( جعلت أبا الحجاج فاح طرسهم ... وقد عرفت منك الفتوح التواليا ) .
( وحسبك سعد ثم نصر يليهم ... محمد الأرضى فلا زلت راضيا ) .
( أقمت به من فطرة الدين سنة ... وجددت من رسم الهداية عافيا ) .
( وجاءوا به ملء العيون وسامة ... يقبل وجه الأرض أزهر باهيا ) .
( فيا عاذرا ما كان أجرا مثله فمثلك لا يدمي الأسود الضواريا ) .
( وجاءتك من مصر التحايا كرائما ... فما فتقت أيدي التجار الغواليا )