( فلم ندر روضا منه أنعم نضرة ... وأعطر أرجاء وأحلى مجانيا ) .
( ولم نر قصيرا منه أعلى مظاهرا ... وأرفع آفاقا وأفسح ناديا ) .
( معاني من نفس الكمال انتقيتها ... وزينت منها بالجمال المغانيا ) .
( وفاتحت مبناه بعيد شرعته ... تبث به في الخافقين التهانيا ) .
( ولما دعوت الناس نحو صنيعه ... أجابوا لهم من جانب الغور داعيا ) .
( وأموه من أقصى البلاد تقربا ... وما زال منك السعد يدني الأقاصيا ) .
( وأذكرت يوم العرض جودا ومنعة ... بموقف عرض كنت فيه المجازيا ) .
( جزيت به كلا على حال سعيه ... فما غرست يمناه اصبح جانيا ) .
( وأطلعت من جزل الوقود هوادجا ... تذكر يوم النفر من كان ساهيا ) .
( وحين غدا يذكي ببابك للقرى ... فلا غرو أن أجريت فيه المذاكيا ) .
( وطامحة في الجو غير مطالة ... يرد مداها الطرف أحسر عانيا ) .
( تمد لها الجوزاء كف مسارع ... ويدنو لها بدر السماء مناجيا ) .
( ولاعجب أن فاتت الشهب بالعلا ... وأن جاوزت منها المدى المتناهيا ) .
( فبين يدي مثواك قامت لخدمة ... ومن خدم الأعلى استفاد المعاليا ) .
( وشاهد ذا أني ببابك واقف ... وقد حسدت زهر النجوم مكانيا ) .
( وقد أرضعت ثدي الغمائم قبلها ... بحجر رياض كن فيه نواشيا ) .
( فلما أبينت عن قراره أصلها ... أرادت إلى مرقى الغمام تعاليا ) .
( وعدت لقاء السحب عيدا وموسما ... لذاك اغتدت بالزمر تلهي الغواديا ) .
( فأضحكت البرق الطروب خلالها ... وباتت لأكواس الدراري معاطيا ) .
( رأت نفسها طالت فظنت بأنها ... تفوت على رغم اللحاق المراميا )