( وراقصة في البحر طوع عنانها ... تراجع ألحان القيان الأغانيا ) .
( إذا ما علت في الجو ثم تحدرت ... تحلي بمرفض الجمان النواحيا ) .
( بذوب لجين سال بين جواهر ... غدا مثلها في الحسن أبيض صافيا ) .
( تشابه جار للعيون بجامد ... فلم أدر أيا منهما كان جاريا ) .
( فإن شئت تشبيها له عن حقيقة ... تصيب بها المرمى وبوركت راميا ) .
( فقل أرقصت منها البحيرة متنها ... كما يرقص المولود من كان لاهيا ) .
( أرتنا طباع الجود وهي وليدة ... ولم ترض في الإحسان إلا تغاليا ) .
( سقت ثغر زهر الروض عذب برودها ... وقامت لكي تهدي إلى الدهر ساقيا ) .
( كأن قد رأت نهر المجرة ناضبا ... فرامت بأن تجري إليه السواقيا ) .
( وقامت بنات الدوح فيه مواثلا ... فرادى ويتلو بعضهن مثانيا ) .
( رواضع في حجر الغرام ترعرعت ... وشبت فشبت حبها في فؤاديا ) .
( بها كل ملتف الغدائر مسبل ... تجيل به أيدي النسيم مداريا ) .
( وأشرف جيد الغصن فيها معطلا ... فقلدت النوار منه التراقيا ) .
( إذا ما تحلت در زهر غروسه ... يبيت لها النمام بالطيب واشيا ) .
( مصارفة النقدين فيها بمثلها ... أجاز بها النقدين منها كما هيا ) .
( فإن ملأت كف النسيم بمثلها ... دراهم نور ظل عنها مكافيا ) .
( فيملأ حجر الروض حول غصونها ... دنانير شمس تترك الروض حاليا ) .
( تغرد في أفنانها الطير كلما ... تجس به أيدي القيان الملاهيا ) .
( تراجعها سجعا فتحسب أنها ... بأصواتها تملي عليها الأغانيا )