( قضى الله من فوق السموات أنه ... على من أبى الإسلام في الأرض قاضيا ) .
( فكم معقل للكفر صبحت أهله ... بجيش أعاد الصبح أظلم داجيا ) .
( رقيت إليه والسيوف مشيحة ... قد بلغت فيه النفوس التراقيا ) .
( ففتحت مرقاه الممنع عنوة ... وبات به التوحيد يعلو مناديا ) .
( وناقوسه بالقسر أمسى معطلا ... ومنبره بالذكر أصبح حاليا ) .
( عجائب لم تخطر ببال وإنما ... ظفرنا بها عن همة هي ما هيا ) .
( فمنك استفاد الدهر كل عجيبة ... يباهي بها الأملاك أخرى لياليا ) .
( وعنك يروي الناس كل غريبة ... تخط على صفح الزمان الأماليا ) .
( ولله مبناك الجميل فإنه ... يفوق على حكم السعود المبانيا ) .
( فكم فيه الأبصار من متنزه ... تجد به نفس الحليم الأمانيا ) .
( وتهوى النجوم الزهر لو ثبتت به ... ولم تك في أفق السماء جواريا ) .
( ولو مثلت في سابقيه لسابقت ... إلى خدمة ترضيك منها الجواريا ) .
( به البهو قد حاز البهاء وقد غدا ... به القصر آفاق السماء مباهيا ) .
( وكم حلة جللته بحليها ... من الوشي تنسي السابري اليمانيا ) .
( وكم من قسي في ذراه ترفعت ... على عمد بالنور باتت حواليا ) .
( فتحسبها الأفلاك دارت قسيها ... تظل عمود الصبح إذ بات باديا ) .
( سواري قد جاءت بكل غريبة ... فطارت بها الأمثال تجري سواريا ) .
( به المرمر المجلو قد شف نوره ... فيجلو من الظلماء ما كان داجيا ) .
( إذا ما أضاءت بالشعاع تخالها ... على عظم الأجرام منها لآليا ) .
( به البحر دفاع العباب تخاله ... إذا ما انبرى وفد النسيم مباريا ) .
( إذا ما جلت أيدي الصبا متن صفحه ... أرتنا دروعا أكسبتنا الأياديا )