( وكم ليلة في مدحه قد سهرتها ... أباهي بدر النظم فيه الدراريا ) .
( ولاح عمود الصبح مثل انتسابه ... رفعت عليه للمديح المبانيا ) .
( إمام أفاد المكرمات زمانه ... وشاد له فوق النجوم المعاليا ) .
( وجاوز قدر البدر نورا ورفعة ... ولم يرض إلا بالكمال مواليا ) .
( هو الشمس بثت في البسيطة نفعها ... وأنوارها أهدت قريبا وقاصيا ) .
( هو البحر بالإحسان يزخر موجه ... ولكنه عذب لمن جاء عافيا ) .
( هو الغيث مهما يمسك الغيث سحبه ... يرو بسحب الجود من كان صاديا ) .
( شمائل لو أن الرياض بحسنها ... لما صار فيها زهرها الغض ذاويا ) .
( فيا ابن الملوك الصيد من آل خزرج ... وذا نسب كالصبح عز مساميا ) .
( ألست الذي ترجو العفاة نواله ... فتخجل جدواه السحاب الغواديا ) .
( ألست الذي تخشى البغاة صياله ... فتوجل علياه الصعاب العواديا ) .
( وهديك مهما ضلت الشهب قصدها ... تولته في جنح الدجنة هاديا ) .
( وعزمك أمضى من حسامك في الوغى ... وإن كان مصقول الغرارين ماضيا ) .
( فكم قادح في الدين يكفر ربه ... قدحت له زند الحفيظة واريا ) .
( وما راعة إلا حسام وعزمة ... يضيئان في ليل الخطوب الدواجيا ) .
( فلولاك يا شمس الخلافة لم يبن ... سبيل جهاد كان من قبل خافيا ) .
( ولولاك لم ترفع سماء عجاجة ... تلوح بها بيض النصول دراريا ) .
( ولولاك لم تنهل غصون من القنا ... وكانت إلى ورد الدماء صواديا ) .
( فأثمر فيها النصل نصرا مؤزرا ... وأجنى قطاف الفتح غضا ودانيا ) .
( ومهما غدا سفاح سيفك عاريا ... يغادر وجه الأرض بالدم كاسيا )