( ويوم بمستن الظباء شهدته ... أجد وصالا باليا فيه باليا ) .
( ولم أصح من خمر اللحاظ وقد غدا ... به الجو وضاح الأسرة صاحيا ) .
( وجرد من غمد الغمامة صارما ... من البرق مصقول الصفيح يمانيا ) .
( تبسم فاستبكى جفوني غمرة ... ملأت بدر الدمع منها ردائيا ) .
( وأذكرني ثغرا ظمئت لورده ... ولا والهوى العذري ما كنت ناسيا ) .
( وراح خفوق القلب مثلي كأنما ... ببرق الحمى من لوعة الحب ما بيا ) .
( وليلة بات البدر فيها مضاجعي ... وباتت عيون الشهب نحوي روانيا ) .
( كرعت بها بين العذيب وبارق ... بمورد ثغر بات بالدر حاليا ) .
( رشفت به شهد الرضاب سلافة ... وقبلت في ماء النعيم الأقاحيا ) .
( فيا برد ذاك الثغر رويت غلتي ... ويا حر أنفاسي أذبت فؤاديا ) .
( وروضة حسن للشباب نضيرة ... هصرت بغصن البان فيها المجانيا ) .
( وبت أسقي وردة الخد أدمعي ... فأصبح فيها نرجس اللحظ ذاويا ) .
( ومالت بقلبي مائلات قدودها ... فما للقدود المائلات وما ليا ) .
( جزى الله ذاك العهد عودا فطالما ... أعاد على ربعي الظباء الجوازيا ) .
( وقل لليال في الشباب نعمتها ... وقضيتها أنسا سقيت لياليا ) .
( ويا واديا رفت علي ظلاله ... ونحن ندير الوصل قدست واديا ) .
( رمتني عيون السرب فيه وإنما ... رمين بقلبي في الغرام المراميا ) .
( فلولا اعتصامي بالأمير محمد ... لما كنت من فتك اللواحظ ناجيا ) .
( فقل للذي يبني على الحسن شعره ... عليه مع الإحسان لا زلت بانيا ) .
( فكم من شكاة في الهوى قد رفأتها ... ورفعتها بالمدح إذ جاء تاليا )