وخمسين وسبعمائة وإليه جنح وإياه قصد عند تغربه إلى المغرب في دولة السلطان ابي سالم فتوجه بالعمامة التي ارتجل بين يديه فيها .
( توجتني بعمامه ... توجت تاج الكرامه ) .
( فروض حمدك يزهى ... مني بسجع الحمامه ) .
وأخذ علم الأصلين عن الحافظ الناقد ابي علي منصور الزواوي وبرع في الأدب أثناء الانقطاع وأول الطلب لأبي عبد الله ابن الخطيب ولكن لم يحمد بينهما المآل واقتدى في العلوم العقلية بالشريف ابي عبد الله التلمساني قدوة الزمان وحصلت له الإجازة والتحديث بقاضي الجماعة وشيخ الجملة أبي البركات ابن الحاج وبالخطيب البليغ أبي عبد الله اللوشي وبالخطيب الورع ابي عبد الله ابن بيبش العبدري رضي الله تعالى عنه وعن جميعهم وبواجب محافظتنا على عهدهم إذ نحن وردنا بالإجازة التامة عذب وردهم وصل سببنا بهم الكثير من شيوخنا مثل الإمام المعظم أبي محمد عبد الله بن جزي ومعلمنا الثقة المجتهد أبي عبد الله الشريشي والقاضي الإمام أبي عبد الله محمد بن علي بن علاق وغيرهم رحمة الله تعالى عليهم لذلك صار صدرا في نوادي طلبة الأندلس وأفراد نجبائها فما شاءه المحاضر يجده في خضله ويتلقاه من باهر فضله فكاهة ومجالسة أنيقة ممتعة ومحادثة أريضة مزهرة وجوابا مطبقا للمفصل وذهنا سابقا لإيضاح المشكل مع انقياد الطبع وإرسال الدمعة في سبيل الخشوع والرقة ورشح الجبين عند تلقي الموعظة وصون الوجه بجلباب الحياء ومقابلة الناظر إليه بالاحتشام والمبادرة للاستدعاء على طهارة وبذل وسع وكرم نفس لم يعهد أجمل مشاركة منه لإخوانه ولا أمتع منه بجاهه إلى مبالغة في الهشة