والمبرة والإيثار بما منح وجنوح إلى حب الصالحين وذلك بالانضواء إلى شيخ الفرق الصوفية الولي أبي جعفر ابن الزيات وأخيه الفاضل الناسك شيخنا أبي مهدي قدس الله تعالى مغناه وسواهما من أهل الاندلس والعدوة وحمله أشد الحمل على كل ملبس كأبي زكريا البرغواطي وسواه ومن تنديراته زعموا على أبي الحسن المحروق لميله عنه .
( ولد الفقر والرباط ولكن ... نفسه للسلوك ذات افتقار ) .
وخطب الأدب يافعا وكهلا وحاز علمه إدراكا ونهلا ولما كانت الحادثة على مولانا الجد رحمة الله تعالى واجتاز إلى المغرب كما تقرر في غير هذا كلف به وأنس إليه لحلاوة منطق ورفع استيحاش ومراوضة خلق ثم كر في صحبة ركابه فعلت منزلته ولطف محله .
وقفنا على رقعة من رقاعة وهو يبدىء فيها ويعيد ويقول خدمته سبعا وثلاثين سنة ثلاثا بالمغرب وباقيها بالأندلس أنشدته فيها ستا وستين قصيدة في ستة وستين عيدا وكل ما في منازله السعيدة من القصر والرياض والدشار والسبيكة من نظم رائق ومدح فائق في القباب والطاقات والطرز وغير ذلك فهو لي وكنت أواكله وأواكل ابنه مولاي أبا الحجاج وهما كبيرا ملوك أهل الأرض وهنأته بكذا وكذا قصيدة وفوض لي في عقد الصلح بين الملوك بالعدوتين وصلح النصارى عقدته تسع مرات ألخسة فوض إلي ذلك .
قلنا صدق في جميع ما ذكره والعقود بذلك شاهدة له وخصه عام ثلاثة وسبعين بكتابة سره واستعمله بعد أعوام في السفارة بينه وبين ملوك عصره فحمد منابه ونمت أحواله ورغد جنابه وكان هنالك بعض تقولات تشين