( ربوع بها كان الشباب مصاحبي ... جررت إلى اللذات في دارها الذيلا ) .
( فكم نلت فيها من أمان قصية ... وكم منح الدهر الضنين بها النيلا ) .
( وكم غازلتني الغيد فيها تلاعبا ... وكم من عذول لا أطيع له قولا ) .
( وكم ليلة بتنا على رغم حاسد ... ندير كؤوس الوصل إذ بالصفا تملا ) .
( وكم ليلة بتنا بصفصيفها الذي ... تسامى على الأنهار إذ عدم المثلا ) .
( وكدية عشاق لها الحسن ينتهي ... يعود المسن الشيخ من حسنها طفلا ) .
( نعم وغدير الجوزة السالب الحجى ... نعمت بها طفلا وهمت بها كهلا ) .
( ومنه ومن عين أم يحيى شرابنا ... لانهما في الطيب كالنيل بل أحلى ) .
( وعبادها ما القلب ناس ذمامه ... به روضة للخير قد جعلت حلا ) .
( به شيخنا المذكور في الأرض ذكره ... أبو مدين أهلا به دائما أهلا ) .
( لها بهجة تزري على كل بلدة ... بتاج عليها كالعروس إذا تجلى ) .
( فيا جنة الدنيا التي راق حسنها ... فحازت على كل البلاد به الفضلا ) .
( ولا عجب أن كنت في الحسن هكذا ... وموسى الإمام المرتضى فيك قد حلا ) .
( ولاحت لدينا فيك منه محاسن ... كأن سناها حاجب الشمس إذ جلى ) .
( مطاع شجاع في الوغى ذو مهابة ... حسام على الباغين في الأرض قد سلا ) .
( كريم حليم حاتمي نواله ... سعيد حميد يصدق القول والفعلا ) .
( له راحة كالغيث ينهل ودقها ... وصارم نصر مرهف الحد لا فلا ) .
( هو الملك الأرقى هو الملك الرضى ... هو الملك الأسنى هو الملك الأعلى ) .
( ومن هذه الأوصاف فيه تجمعت ... حقيقا على كل المعالي قد استولى ) .
( إمام حباه الله ملكا مؤزرا ... فلا ملك إلا لعزته ذلا ) .
( من الزاب وافانا عزيزا مظفرا ... يجر من النصر المنوط به ذيلا )