( بدت لليك الغرب شدة بأسه ... وإنعامه للمعتفين وما أولى ) .
( فبادره بالصلح خوف فواته ... وسالمه إذ كان ذاك به أولى ) .
( فكان بحمد الله صلحا مهنأ ... به طابت الدنيا وجزنا به السبلا ) .
( له في المعالي رتبة لا ينالها ... سواه وكتب في فضائله تتلى ) .
( لطاعته كل الأنام تبادرت ... فيا سعد من وافى ويا ويح من ولى ) .
( أحساده موتوا فإن قلوبكم ... بجمر الغضا مما بها أبدا تصلى ) .
( لقد جبر الله البلاد بملكه ... به ملئت أمنا به ملئت عدلا ) .
( فلا زال هذا الملك فيه مخلدا ... وصارمه الأمضى وخادمه الأعلى ) .
ومما مدحت به تلمسان قول الإمام الصوفي أبي عبد الله محمد بن خميس الذي قدمنا ذكره في هذا الكتاب وبعض ما يتعلق به وذكرنا أيضا فيما مر بعض أمداحه لها .
( تلمسان جادتك السحاب الروائح ... وأرست بواديك الرياح اللواقح ) .
( وسح على ساحات باب جيادها ... ملث يصافي تربها ويصافح ) .
( يطير فؤادي كلما لاح لامع ... وينهل دمعي كلما ناح صادح ) .
( ففي كل شفر من جفوني مائح ... وفي كل شطر من فؤادي قادح ) .
( فما الماء إلا ما تسح مدامعي ... ولا النار إلا ما تجن الجوانح ) .
( خليلي لا طيف لعلوة طارق ... بليل ولا وجه لصبحي لائح ) .
( نظرت فلا ضوء من الصبح ظاهر ... لعيني ولا نجم إلى الغرب جانح ) .
( بحقكما كفا الملام وسامحا ... فما الخل كل الخل إلا المسامح ) .
( ولا تعذلاني واعذراني فقلما ... يرد عناني عن علية ناصح )