( وبصحنه زمن المصيف عجائب ... فمع العشي الغرب فيه استقبل ) .
( واشرب بتلك البيلة الحسنا به ... واكرع بها عني فديتك وانهل ) .
وقد تمثل لسان الدين C تعالى في مدينة فاس بقول القائل .
( بلد أعارته الحمامة طوقها ... وكساه ريش جناحه الطاووس ) .
( فكأنما الأنهار فيه مدامة ... وكأن ساحات الديار كؤوس ) .
وما أحسن قوله أعني لسان الدين في مدح تلمسان .
( حيا تلمسان الحيا فربوعها ... صدف يجود بدره المكنون ) .
( ما شئت من فضل عميم إن سقى ... أروى ومن ليس بالممنون ) .
( أو شئت من دين إذا قدح الهدى ... أورى ودنيا لم تكن بالدون ) .
( ورد النسيم لها بنشر حديقة ... قد أزهرت أفنانها بفنون ) .
( وإذا حبيبة أم يحيى أنجبت ... فلها الشفوف على عيون العين ) .
يعني بحبيبة أم يحيى عين ماء بتلمسان من أعذب المياه وأخفها وكانت جارية بالقصور السلطانية ولم تزل إلى الآن منها بقية آثار ورسوم والبقاء لله تعالى وحده .
وممن مدح تلمسان الحاج الطبيب أبو عبد الله محمد بن أبي جمعة الشهير بالتلالسي C تعالى إذ قال .
( سقى الله من صوب الحيا هاطلا وبلا ... ربوع تلمسان التي قدرها استعلى )