( فأبث فيها من حديث صبابتى ... وأحث فيها من جناح جنوحي ) .
( ودجنة كادت تضل بها السرى ... لولا وميضا بارق وصفيح ) .
( رعشت كواكب جوها فكأنها ... ورق تقلبها بنان شحيح ) .
( صابرت منها لجة مهما ارتمت ... وطمت رميت عبابها بسبوح ) .
( حتى إذا الكف الخضيب بأفقها ... مسحت بوجه للصباح صبيح ) .
( شمت المنى وحمدت إدلاج السرى ... وزجرت للآمال كل سنيح ) .
( فكأنما ليلى نسيب قصيدتى ... والصبح فيه تخلصى لمديح ) .
( لما حططت لخير من وطىء الثرى ... بعنان كل مولد وصريح ) .
( رحمى إله العرش بين عباده ... وأمينة الأرضى على ما يوحى ) .
( والآية الكبرى التى أنوارها ... ضاءت أشعتها بصفحة يوح ) .
( رب المقام الصدق والآي التى ... راقت بها أوراق كل صحيح ) .
( كهف الأنام إذا تفاقم معضل ... مثلوا بساحة بابه المفتوح ) .
( يردون منه على مثابة راحم ... جم الهبات عن الذنوب صفوح ) .
( لهفى على عمر مضى أنضيته ... فى ملعب للترهات فسيح ) .
( يا زاجر الوجناء يعتسف الفلا ... والليل يعثر فى فضول مسوح ) .
( يصل السرى سبقا إلى خير الورى ... والركب بين موسد وطريح ) .
( لى فى حمى ذاك الضريح لبانه ... إن أصبحت لبنى أنا ابن ذريح ) .
( وبمهبط الروح الأمين أمانة ... اليمن فيها والأمان لروحى ) .
( يا صفوة الله المكين مكانه ... يا خير مؤتمن وخير نضيح ) .
( أقرضت فيك الله صدق محبتى ... أيكون تجرى فيك غير ربيح ) .
( حاشا وكلا أن تخيب وسائلى ... أو أن أرى مسعاي غير نجيح ) .
( إن عاق عنك قبيح ما كسبت يدي ... يوما فوجه العفو غير قبيح )