ويرحم الله تعالى لسان الدين ابن الخطيب فإنه يعبر فى كل مقام بما يليق فتارة يترقى فى أدراج البراعة وطورا يهتك عنان اليراعة .
شعر لسان الدين .
وأما شعر لسان الدين C تعالى فهو من النهاية فى الحسن وقد قدمنا فى هذا الكتاب منه نبذة فى اثناء نثره وكلامه الذى جلبناه وفى مواضع غيرهما جملة مفيدة من شعره C تعالى .
وقال C تعالى فى الإحاطة ما نصه الشعر ولنثبت جملة من مطولاته ونتله بشىء من مقطوعاته ونقدم من المطولات أمداح رسول الله A تبركا بها فمن ذلك قولى .
( هل كنت تعلم فى هبوب الريح ... نفسا يؤجج لاعج التبريح ) .
( أهدتك من شيح الحجاز تحية ... فاحت لها عرض الفجاج الفيح ) .
( بالله قل لى كيف نيران الهوى ... ما بين ريح فى الفلاة وشيح ) .
( وخضيبة المنقار تحسب أنها ... نهلت بمورد دمعى المسفوح ) .
( باحت بما تخفي وناحت فى الدجى ... فرأيت فى الآماق دعوة نوح ) .
( نطقت بما يخفيه قلبى أدمعى ... ولطالما صمتت عن التصريح ) .
( عجبا لأجفان حملن شهادة ... عن خافت بين الضلوع جريح ) .
( ولقلما كتبت رواة مدامعي ... في صفحتيها حلية التجريح ) .
( جاد الحمى بعدي وأجراع الحمى ... جود تكل به متون الريح ) .
( هن المنازل ما فؤادي بعدها ... سال ولا وجدي بها بمريح ) .
( حسبى ولوعا أن أزور بفكرتى ... زوارها والجسم رهن نزوح )