( واخجلتى من حلبة الفكر التى ... أغريتها بغرامى المشروح ) .
( قصرت خطاها بعدما ضمرتها ... من كل موفور الجمام جموح ) .
( مدحتك آيات الكتاب فما عسى ... يثنى على علياك نظم مديحى ) .
( واذا كتاب الله أثنى مفصحا ... كان القصور قصار كل فصيح ) .
( صلى عليك الله ما هبت صبا ... فهفت بغصن فى الرياض مروح ) .
( واستأثر الرحمن جل جلاله ... عن خلقه بخفى سر الروح ) .
وأنشدت السلطان ملك المغرب ليله الميلاد الأعظم من عام ثلاثة وستين وسبعمائة هذه القصيدة .
( تألق نجديا فأذكرنى نجدا ... وهاج بى الشوق المبرح والوجدا ) .
( وميض رأى برد الغمامة مغفلا ... فمد يدا بالتبر أعلمت البردا ) .
( تبسم فى بحرية قد تجهمت ... فما بذلت وصلا ولا ضربت وعدا ) .
( وراود منها فاركا قد تنعمت ... فأهوى لها نصلا وهددها رعدا ) .
( وأغرى بها كف الغلاب فأصبحت ... ذلولا ولم تسطع لإمرته ردا ) .
( فحلتها الحمراء من شفق الضحى ... نضالها وحل المزن من جيدها عقدا ) .
( لك الله من برق كأن وميضه ... يد الساهر المقرور قد قدحت زندا ) .
( تعلم من سكانه شيم الندى ... فغادر أجراع الحمى روضة تندى ) .
( وتوج من نوارها قنن الربى ... وختم من أزهارها القضب الملدا ) .
( لسرعان ما كانت مناسف للصبا ... فقد ضحكت زهرا وقد خجلت وردا ) .
( بلاد عهدنا فى قرارتها الصبا ... يقل لذاك العهد أن يألف العهدا ) .
( إذا ما النسيم اعتل فى عرصاتها ... تناول فيها الباان والشيح والرندا )