وما كان فضلك ليمنعنى الكفران أن أشكره ولا لينسينى الشيطان أن أذكره فأتخذ فى البحر سببا أو أسلك غير الوفاء مذهبا تأبى ذلك والمنة لله تعالى طباع لها فى مجال الرعى باع وتحقيق واشباع وسائم من الإنصاف ترعى فى رياض الاعتراف فلا يطرقها ارتياع ولا تخيفها سباع وكيف نجحد تلك الحقوق وهى شمس ظهيرة وأذان عقيرة جهيرة فوق مئذنة شهيرة آدت الأكتاد لها ديون تستغرق الذمم وتسترق حتى الرمم فإن قضيت فى الحياة فهى الخطة التى نرتضيها ولا نقنع من عامل الدهر المساعد إلا أن ينفذ مراسمها ويمضيها وأن قطع الأجل فالغنى الحميد من خزائنه التى لا تبيد يقضيها ويرضي من يقتضيها وحيا الله تعالى أيها العلم السامى الجلال زمنا بمعرفتك المبرة على الآمال بر واتحف وإن أساء بفراقك وأجحف وأعرى بعدما الحف وأظفر باليتيمة المذخورة للشدائد والمزاين ثم أوحش منها أصونة هذه الخزاين فآب حنين الأمل بخفية وأصبح المغرب غريبا يقلب كفيه ونستغفر الله تعالى من هذه الغفلات ونستهديه دليلا فى مثل هذه الفلوات وأي ذنب فى الفراق للزمن أو لغراب الدمن أو للرواحل المدلجة ما بين الشام إلى اليمن وما منها إلا عبد مقهور وفى رمة القدر مبهور عقد والحمد لله مشهور وحجة لها على النفس اللوامة ظهور جعلنا الله تعالى ممن ذكر المسبب فى الأسباب وتذكر ( وما يذكر إلا أولو الألباب ) البقرة آل عمران قبل غلق الرهن وسد الباب وبالجملة فالفراق ذاتى ووعده مأتى فإن لم يكن فكأن قد ما أقرب اليوم من الغد والمرء فى الوجود غريب وكل آت قريب وما من مقام إلا لزيال من غير احتيال والأعمار مراحل والأيام أميال