سالكا سنن الأب والجد لم تجد بعد انصرام أجلك إلا صالح عملك ولا أصبحت لقبرك إلا رابح تجرك وما أسلفت من رضاك وصبرك فنسأل الله تعالى إن يؤنس اغترابك ويجود بسحاب الرحمة ترابك وينفعك بصدق اليقين ويجعلك من الأئمة المتقين ويعلى درجتك فى عليين ويجعلك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين .
وليهنك أن صير الله تعالى ملكك من بعدك إلى نير سعدك وبارق رعدك ومنجز وعدك أرضى ولدك وريحانة خلدك وشقة نفسك والسرحة المباركة من غرسك ونور شمسك وموصل عملك البر إلى رمسك فقد ظهر عليه أثر دعواتك فى خلواتك وأعقاب صلواتك فكلمتك والمنة لله تعالى باقية وحسنتك إلى محل القبول راقية يرعى بك الوسيلة ويتمم مقاصدك الجميلة أعانه الله تعالى ببركة رضاك على ما قلده وعمر بتقواه يومه وغده وأبعد فى السعد أمده وأطلق بالخير يده وجعل الملائكة أنصاره والأقدار عدده .
وإننى أيها المولى الكريم البر الرحيم لما اشترانى وراشنى وبرانى وتعبدنى بإحسانه واستعمل فى استخلاصي خط بنانه ووصية لسانه لم أجد مكافأة إلا التقرب إليك وإليه برثائك وإغراء لسانى بتخليد عليائك وتعفير الوجنة فى حرمك والإشادة بعد الممات بمجدك وكرمك ففتحت الباب فى هذه الغرض إلى القيام بحقك المفترض الذى لولاه لاتصلت الغفلة عن أدائه وتمادت فما يبست الألسن ولا كادت متحيزا بالسبق إلى أداء هذا الحق بادئا بزيارة قبرك الذى هو رحله الغرب ما نويته من رحلة الشرق وما أعرضت عنه فاقطعه أثر مواقع الاستحسان وقد جمع بين الشكر والتنويه والإحسان والله سبحانه يجعله عملا مقبولا ويبلغ فيه من القبول مأمولا ويتغمد من ضاجعته من سلفك الكرام بالمغفرة الصيبة والتحيات الطيبة فنعم الملوك الكبار