على ما حررنا فى هذه الفصول من العمل المقبول والعدل المبذول ومن قصر عن غاية من غاياته أو خالف مقتضى من مقتضياته فعقابه عقاب من عصى أمر الله وأمرنا فلا يلم إلا نفسه التى غرته وإلى مصرع النكير جرته والله تعالى المستعان انتهى .
99 - ومن ذلك ما خاطب به تربة السلطان الكبير أبى الحسن المرينى لما قصدها عقب ما شرع فى جواره وتوسل إلى أغراضه بذلك إلى ولده رحم الله تعالى الجميع .
السلام عليك ثم السلام أيها المولى الهمام الذى عرف فضله الإسلام وأوجبت حقه العلماء الأعلام وخفقت بعز نصره الأعلام وتنافست فى إنفاذ أمره ونهيه السيوف والأقلام السلام عليك أيها المولى الذى قسم زمانه بين حكم فصل وإمضاء نصل وإحراز خصل وعبادة قامت من اليقين على أصل السلام عليك يا مقرر الصدقات الجارية ومشبع البطون الجائعة وكاسى الظهور العارية وقادح زناد العزائم الوارية ومكتب الكتائب الغازية فى سبيل الله تعالى والسرايا السارية السلام عليك يا حجة الصبر والتسليم وملتقى أمر الله تعالى بالخلق المرضى والقلب السليم ومفوض الأمر فى الشدائد الى السميع العليم ومعمل البنان الطاهر فى اكتتاب الذكر الحكيم كرم الله تعالى تربتك وقدسها وطيب روحك الزكية وآنسها فلقد كنت للدهر جمالا وللإسلام ثمالا وللمستجيرا مجيرا وللمظلوم وليا ونصيرا لقد كنت للمحارب صدرا وفى المواكب بدرا وللمواهب بحرا وعلى العباد والبلاد ظلا ظليلا وسترا لقد فرعت أعلام عزك الثنايا وأجزلت همتك لملوك الأرض الهدايا كأنك لم تعرض الجنود ولم تنشر البنود ولم تبسط العدل المحدود ولم توجد الجود ولم تزين الركع السجود فتوسدت الثرى وأطلت الكرى وشربت الكأس التى يشربها الورى وأصبحت ضارع الخد كليل الحد