ببلوغ آماله فلعمرى أن محل ولايته لكفى وأن عهد أمانته لوفى وإن عامل جده لظاهر وخفى وما يفعله سيدي من رعيه وانجاح سعيه محسوب من مناقبه ومعدود فى فضل مذاهبه والسلام الكريم يخصكم ورحمة الله وبركاته انتهى .
وقد تكررت فى كتابنا هذا مخاطبات لسان الدين C تعالى للخطيب ابن مرزوق المذكور نظما ونثرا إذ كان اعنى ابن مرزوق رئيس الدولة ومعتمد الجلة وسبق منا التعريف ببعض أحواله فى باب مشايخ لسان الدين مما جرته المناسبة فليرجع إليه من أراده والله تعالى يجعل الجميع من أهل السعادة .
93 - ومما اشتمل على نثر لسان الدين ونظمه ما خاطب به الرئيس أبا زيد ابن خلدون لما ارتحل من بحر المرية واستقر ببلد بسكرة عند رئيسها أبى العباس ابن مزنى صحبة رسالة خطبها أخوه أبو زكريا وقد تقلد كتابة صاحب تلمسان ووصل الكتاب عنه من إنشائه وهذه صورة ما كتبه لسان الدين C تعالى .
( بنفسى وما نفسى على بهينة ... فينزلنى عنها المكاس بأثمان ) .
( حبيب نأى عنى وصمم لا ينى ... وراش سهام البين عمدا فاصمانى ) .
( وقد كان هم الشيب لا كان كافيا ... فقد آدنى لما ترحل همان ) .
( شرعت له من دمع عينى موردا ... فكدر شربى بالفراق وأظمانى ) .
( وأرعيته من حسن عهدي حميمه ... فأجدب آمالى واوحش ازمانى ) .
( حلفت على ما عنده لى من رضى ... قياسا بما عندي فأحنث أيمانى ) .
( وأنى على ما نالنى منه من قلى ... لأشتاق من لقياه نغبه ظمآن )