377 - جلل المقاتلة الصغار وتعلق بالأمان النساء والصغار وبودرت المدينة بالتطهير ونطقت المآذن العالية بالأذان الشهير والذكر الجهير وطرحت كفارها الثماثيل عن المسجد الكبير وأزرى بالسنة النواقيس لسان التهليل والتكبير وانزلت عن الصروح اجرامها يعيي الهندام مرامها والفى منبر الإسلام بها مجفوا فانست غربته واعيد اليه قربة وقربته وتلا واعظ الجمع المشهود قول منجز الوعود ومورق العود ( وما ظلمناهم ولكن ظلموا انفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التى يدعون من دون الله من شىء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب وكذلك أخذ ربك أذا أخذ القرى وهى ظالمة إن أخذه أليم شديد إن فى ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود ) هود فكان الدمع يغرق الآماق والوجد يستأصل الأرماق وارتفعت الرغبات وعلت السيات وجىء بأسرى المسلمين يرسفون فى القيود الثقال وينسلون من أحداب الاعتقال ففكت عن سوقهم أساود الحديد وعن أعناقهم فلكات البأس الشديد وظللوا بجناح اللطف العريض المديد وترتبت فى المقاعد الحامية وأزهرت بذكر الله تعالى المآذن السامية وعادت المدينة لأحسن أحوالها وسكنت من بعد أهوالها وعادت الجالية إلى اموالها ورجع إلى القطر شبابه ورد على دار الإسلام بابه واتصلت باهل لا إله إلا الله اسبابه فهى اليوم فى بلاد الإسلام قلادة النحر وحاضرة البر والبحر أبقى الله تعالى عليها وعلى ما وراءها من بيوت امتك ودائع الله تعالى فى ذمتك بكلمة دينك الصالحة الباقية وسدل عليه أستار عصمته الواقية وعدنا والصلاة عليك شعار البروز والقفول وهجيرا الشروق والأفول والجهاد يا رسول الله الشأن المعتمد ما امتد بالأجل الأمد والمستعان الفرد الصمد .
ولهذا العهد يا رسول الله صلى الله عليك وبلغ وسيلتى إليك بلغ من هذا