376 - وممنعه يتحاماها الأبطال وجنابا روضة الغيث الهطال أما أسواقها فهى التى اخذت النجد والغور واستعدت بجدال الجلاد عن البلاد فارتكبت الدور تحوز بحرا من العمارة ثانيا وتشكك ان يكون الإنس لها بانيا وأما ابراجها فصفوف وصفوف تزين صفحات المسايف منها انوف وآذان لها من دوامغ الصخر شنوف وأما خندقها فصخر مجلوب وسور مقلوب فصدقها المسلمون القتال بحسب محلها من نفوسهم واقتران اغتصابها ببوسهم وافول شموسهم فرشقوها من النبال بظلالة تحجب الشمس فلا يشرق سناها وعرجوا فى المراقى البعيدة يفرعون مبناها ونفوسها انقابا وحصونها عقابا ودخلوا مدينه البنة بنتها غلابا واحسبوا السيوف استلالا والأيدي اكتسابا واستوعب القتل مقاتلتها السابغة الجنن البالغة المنن فاخذهم الهول المتفاقم وجدلوا كأنهم الأراقم لم تفلت منهم عين تطرف ولا لسان يلبى من يستطلع الخبر أو يستشرف .
ثم سمت الهمم الإيمانية إلى المدينة الكبرى فداروا سوارا على سورها وتجاسروا على اقتحام اودية الفناء من فوق جسورها وادنوا إليها بالضروب من حيل الحروب بروجا مشيدة ومجانيق توثق حبالها منها نشيدة وخفقت بنصر الله تعالى عذبات الأعلام وأهدت الملائكة مدد السلام فخذل الله تعالى كفارها وأكهم شفارها وقلم بيد قدرته أظفارها فالتمسوا الأمان للخروج ونزلوا على مراقى العروج إلى الأباطح والمروج من سمائها ذات البروج فكان بروزهم إلى العراء من الأرض تذكرة بيوم العرض وقدر