375 - وقد برك عليه بروك الفنيق وشد عصام العزم الوثيق لجأ أهله إلى التماس العهود والمواثيق وقد غصوا بالريق وكاد يذهب بابصارهم لمعان البريق فسكناه من حاميه المجاهدين بمن يحمي ذماره ويقرر اعتماره واستولى أهل الثغور إلى هذا الحد على معاقل كانت مستغلقة ففتحوها وشرعوا أرشية الرماح إلى قلب قلوبها فمتحوها .
ولم تكد الجيوش المجاهدة تنفض عن الأعراف متراكم الغبار وترخى عن آباط خيلها شد حزم المغار حتى عاودت النفوس شوقها واستتبعت ذوقها وخطبت التى لا فوقها وذهبت بها الآمال إلى الغاية القاصية والمدارك المتصاعبة على الأفكار المتعاصية فقصدنا الجزيرة الخضراء باب هذا الوطن الذى منه طرق وادعه ومطلع الحق الذى صدع الباطل صادعه وثنية الفتح التى برق منها لامعه ومشرف الهجوم الذى لم تكن لتعثر على غيره مطامعه وفرضه المجاز التى لا تنكر ومجمع البحرين فى بعض ما يذكر حيث يتقارب الشطان ويتوازى الخطان وكاد أن تلتقى حلقتا البطان وقد كان الكفر قدر قدر هذه الفرضة التى طرق منها حماه ورماه الفتح الأول بما رماه وعلم أن لا تتصل ايدي المسلمين باخوانهم إلا من تلقائها وأنه لا يعدم المكروه مع بقائها فاجلب عليها برجله وخيله وسد افق البحر باساطيله ومراكب اباطيله بقطع ليله وتداعى المسلمون بالعدوتين الى استنقاذها من لهواته أو امساكها من دون مهواته فعجز الحول ووقع بملكه إياها القول واحتازها قهرا وقد صابرت الضيق ما يناهز ثلاثين شهرا وأطرق الإسلام بعدها إطراق الوجم واسودت الوجوه لخبرها الهاجم وبكتها حتى دمووع الغيث الساجم وانقطع المدد إلا من رحمه من ينفس الكروب ويغري بالإدالة الشروق والغروب ولما شكنا بشبا الله تعالى نحرها واغصصنا بجيوش الماء وجيوش الأرض تكاثر نجم السماء برها وبحرها ونازلناها نذيقها شديد النزال ونحجها بصدق الوعيد فى سبيل الاعتزال راينا باوا لا يظاهر إلا بالله تعالى ولا يطال