374 - أضرمت النار فى ظهرها ذابت وحيته فرت أمام الحريق فانسابت وتخلفت لغمائم الدخان عمائم تلويها برؤوس الجبال ايدي الرياح وتنشرها بعد الركود ايدي الاجتياح واغريت باقطارها الشاسعة وجهاتها الواسعة جنود الجوع وتوعدت بالرجوع فسلب اهلها لتوقع الهجوم منزور الهجوع فأعلامها خاشعة خاضعة وولدانها لثدي البؤس راضعة والله سبحانه يوفد بخبر فتحها القريب ركاب البشرى وينشر رحمته قبلنا نشرا .
ثم تنوعت يا رسول الله لهذا العهد أحوال العدو تنوعا يوهم إفاقته من الغمرة وكادت فتنته تؤذن بخمود الجمرة وتوقع الواقع وحذر ذلك السم الناقع وخيف الخرق الذى يحار فيه الراقع فتعرفنا عوائد الله سبحانه ببركة هدايتك وموصول عنايتك فأنزل النصر والسكينة ومكن العقائد المكينة فثابت العزائم وهبت واطردت عوائد الإقدام واستتبت وما راع العدو إلا خيل الله تعالى تجوس خلاله وشمس الحق توجب ظلاله وهداك الذى هديت يدحض ضلاله ونازلنا حصنى قنبيل والحائر وهما معقلان متجاوران يتناجى منهما الساكن سرارا وقد اتخذا بين النجوم قرارا وفصل بينهما حسام النهر يروق غرارا والتف معصمه فى حلة العصب وقد جعل الجسر سوارا فخذل الصليب بذلك الثغر من تولاه وارتفعت أعلام الإسلام باعلاه وتبرجت عروس الفتح المبين بمجلاه والحمد لله تعالى على ما أولاه .
ثم تحركنا على تفئة تعدي ثغر الموسطة على عدوة المساور فى المضاجع ومصبحة بالفاجىء الفاجع فنازلنا حصن روطة الآخذ بالكظم المعترض بالشجا اعتراض العظم وقد شحنه العدو مددا بئيسا ولم يأل اختياره رايا ولا تلبيسا فاعيا داؤه واستقلت بالمدافعة أعداؤه ولما اتلع اليه جيد المنجنيق