العارف شجاع وكيف لا وهو بمعزل عن هيبة الموت وجواد وكيف لا وهو بمعزل عن صحبة الباخل وصفاح وكيف لا ونفسه أكبر من أن تحرجها زلة بشر ونساء للأحقاد وكيف لا وذكره مشغول بالحق وقالوا من عرف الله تعالى صفا له العيش وطابت له الحياة وهابة كل شىء وذهب عنه خوف المخلوقين وأنس بالله رب العالمين .
الشبلى ليس لعارف علاقة ولا لمحب شكوى ولا لعبد دعوى من عرف الله سبحانه انقطع بل خرس وانقمع لا أحصى ثناء عليك انت كما أثنيت على نفسك انتهى .
72 - وقال C تعالى فى بعض تراجم الروضة الفرع الصاعد إلى الهواء على خط الاستواء من رأس العمود القائم إلى منتهى الوجود الدائم ويشتمل على قشر لطيف وجرم شريف وأفنان ذوات الوان قنوان وغير قنوان وطلع نضيد وجنى سعيد فالقشر الحدود والرسوم وخواص العارف الذى هو المعروف بها والموسوم والفنون التى يقوم عليها والعلوم والجرم ظاهر الخلق المقسوم وعلاجه كما تعالج الجسوم وباطنه المجاهدات التى عليها يقوم وقلبه الرياضة والغصون المقامات فيها المقام المعلوم ومادتها السلوك الذى بتدريج غذائه تبلغ الأفنان والورقات ما تروم والزهرات اللوائح والطوالع والبواده التى لها الهجوم والواردات التى تدوم أو لا تدوم ثم الجنى وهو الولاية التى كان الغارس عليها يحوم انتهى ثم فصل الكل C تعالى فليراجعه من أراده .
73 - ومن نثر لسان الدين C تعالى ما كتبه على لسان سلطانه للأمير يلبغا الخاصكى وهو إلى الأمير المؤتمن على أمر سلطان المسلمين