يتضمن امرا جزما ويشمل من أمور الملك عزما جعل فيه الأمر بضرب رقابهم وسبى اسبابهم ولما اكد على حامل فى العجل وضايقه فى تقدير الأجل تانى حتى علم أنه قد وصل وان غرضه قد حصل فر إلى تلمسان وهى بحال حصارها فاتصل بانصارها حالا بين أنوفها وأبصارها وتعجب من فراره وسوء اغتراره ورجمت الظنون فى آثاره ثم وصلت الأخبار بتمام الحيلة واستيلاء القتل على أعلام تلك القبيلة فتركها شنيعة على الأيام وعارا فى الأقاليم على حملة الأقلام وأقام بتلمسان إلى أن حل مخنق حصرها وازيل هميان الضيقة عن خصرها فلحق بالأندلس ولم يعدم برا ورعيا مستمرا حتى أتاه حمامه وانصرمت أيامه انتهى .
والمذكور ترجمه فى الإحاطة بقوله صاحب العلامة بالمغرب الكاتب الشهير البعيد الشأو فى اقتضاء الترة المثل المضروب فى الهمة وقوة الصريمة ونفاذ العزيمة .
حالة - كان نبيه البيت شهير الأصالة رفيع المكانة على سجية غريبة من الوقار والانقباض والصمت آخذا بحظ من الطب حسن الخط مليح الكتابة قارضا للشعر تذهب نفسه فيه كل مذهب .
وصمته فتك فتكه شهيرة أساءت الظن بحملة الأقلام على ممر الدهر وانتقل إلى الأندلس بعد مشقة .
شعره من شعره الذى يدل على بأوه وانفساح خطاه فى النفاسة وبعد شأوه قوله .
( العز ما ضربت عليه قبابى ... والفضل ما اشتملت عليه ثيابى )