باسم كتابتها ووزارتها ناهضا بالأعباء صاعدا فى درج التقريب والاجتباء مصانعا دهره فى راح وراحة آويا الى فضل وسماحة وخصب ساحة كلما فرغ من شأن خدمته وانصرف عن رب نعمته عقد شربا وأطفأ من الاهتمام بغير الأيام حربا وعكف على صوت يستعيده وظرف يبديه ويعيده فلما تقلبت بالرياسة الخال وقوضت منها الرحال استقر بالمغرب غريبا يقلب طرفا مستريبا ويلحظ الدنيا تبعه عليه وتثريبا وان كان لم يعدم من أمرائه حظوه وتقريبا وما برح يبوح بشجنه ويرتاح الى عهود وطنه ومما اعرب به عن براعة أدبه قوله .
( يا نازحين ولم أفارق منهم ... شوقا تأجج فى الضلوع ضرامه ) .
( غيبتم عن ناظرى وشخصكم ... حيث استقر من الضلوع مقامه ) .
( رمت النوى شملى فشتت نظمه ... والبين رام لا تطيش سهامه ) .
( وقد اعتدى فينا وجد مبالغا ... وجرت بمحكم جوره أحكامه ) .
( أترى الزمان مؤخرا فى مدتى ... حتى أراه قد انقضت أيامه ) تحملها يا نسيم نجديه النفحات وجدية اللفحات تؤدى عنى الى الأحبة نفحها سلاما وتورد عليهم لفحها بردا وسلاما ولا تقل كيف تحملنى نارا وترسل على الأحبة منى إعصارا كلا اذا أهديتهم تحية إيناسى وآنسوا من جانب هبوبك نار ضرام أنفاسى وارتاحوا الى هبوبك واهتزوا فى كف مسرى جنوبك وتعللوا بك تعليلا وأوسعوا آثار مهبك تقبيلا أرسلها عليهم بليلا وخاطبهم بلطافة تلطفك عليلا الم ترونى كيف جئتكم بما حملنى