( نصرت أمير المسلمين وملكه ... قد أسلمته عزائم الأنصار ) .
( وارت عليا عندما ذهب الردى ... والروع بالأسماع والأبصار ) .
( وتخاذل الجيش اللهام واصبح ... الأبطال بين تقاعد وفرار ) .
( كفرت صنائعه فيمم دارها ... مستظهرا منها بعز جوار ) .
( وأقام بين ظهورها لا يتقى ... وقع الردى وقد ارتمى بشرار ) .
( فكأنها الأنصار لما أنست ... فيما تقدم غربه المختار ) .
( لما غدا لحظا وهم أجفانه ... نابت شفارهم عن الأشفار ) .
( حتى دعاه الله بين بيوتهم ... فأجاب ممتثلا لأمر البارى ) .
( لو كان يمنع من قضاء الله ما ... خلصت اليه نوافذ الأقدار ) .
( قد كان يأمل أن يكافىء بعض ما ... أولوه لولا قاطع الأعمار ) .
( ما كان يقنعه لو امتد المدى ... إلا القيام بحقها من دار ) .
( فيعيد ذاك الماء ذائب فضه ... ويعيد ذاك الترب ذوب نضار ) .
( حتى تفوز على النوى أوطانها ... من ملكه بجلائل الأوطار ) .
( حتى يلوح على وجوه وجوههم ... أثر العناية ساطع الأنوار ) .
( ويسوغ الأمل القصى كرامها ... من غير ما ثنيا ولا استعصار ) .
( ما كان يرضى الشمس أو بدر الدجى ... عن درهم فيهم ولا دينار ) .
( أو أن يتوج أو يقلد هامها ... ونحورها بأهلة ودراري ) .
( حق على المولى ابنه إيثار ما ... بذلوه من نصر ومن إيثار ) .
( فلمثلها ذخر الجزاء ومثله ... من لا يضيع صنائع الأحرار ) .
( وهو الذى يقضى الديون وبره ... يرضيه فى علن وفى إسرار ) .
( حتى تحج محله رفعوا بها ... علم الوفاء لأعين النظار )