( وكأنما هو بربري فاقد ... فى لوحة والتين والزيتون ) .
( حييت من بلد خصيب أرضه ... مثوى أمان أو مناخ أمون ) .
( وضفت عليك من الإله عناية ... تكسوك ثوبى أمنة وسكون ) .
22 - وقد وصفها فى مقامة البلدان على منوال السجع فقال مكناسة مدينة أصيلة وشعب للمحاسن وفصيلة فضلها الله تعالى ورعاها وأخرج منها ماءها ومرعاها فجانبها مريع وخيرها سريع ووضعها له فى فقه الفضائل تفريع اعتدل فيها الزمان وانسدل الأمان وفاقت الفواكه فواكهها ولا سيما الرمان وحفظ أقواتها الاختزان ولطفت فيها الأوانى والكيزان ودنا من الحضرة جوارها فكثر قصادها من الوزراء وزوارها وبها المدارس والفقهاء ولقصبتها الأبهة والمقاصير والأبهاء .
تعليق للمقري .
ويعنى بالحضرة مدينة فاس المحروسة لأنها أذ ذاك كرسى الخلافة ومكناسة مقر الوزارة وأهل المغرب يعبرون عن المدينة التى فيها كرسى الخلافة بالحضرة .
قلت دخلت مكناسة هذه مرارا عديدة وقد ابلى الدهر محاسنها التى كانت فى زمان لسان الدين ابن الخطيب جديدة واستولى عليها الخراب وتكدر منها بالفتن الشراب وعاث فىظاهرها الأعراب وفى باطنها سماسرة الفتنة العائقة عن كثير من الآراب حتى صار أهلها حزبين لبس كثير من أهلها ثياب البعد عنها والبين والله تعالى يجبر حالها ويعقب بالخصب إمحالها ويرحم الله تعالى ابن جابر إذ قال .
( لا تنكرن الحسن من مكناسة ... فالحسن لم يبرح بها معروفا ) .
( ولئن محت أيدى الزمان رسومها ... فلربما أبقت هناك حروفا )