تعالى تقابلها غربا الزاوية الحديثة المربية برونق الشبيبة ومزية الجدة والانفساح وتفنن الاحتفال الى ان قال وبداخلها مدارس ثلاث لبث العلم كلفت بها الملوك الجلة الهمم وأخذها التنجيد فجاءت فائقة الحسن ما شئت من أبواب نحاسية وبرك فياضة تقذف فيها صافى الماء أعناق أسدية وفيها خزائن الكتب والجراية الدارة على العلماء والمتعلمين وتفضل هذه المدينة كثيرا من لداتها بصحة الهواء وتبحر أصناف الفواكه وتعمير الخزائن ومداومة البر لجوار ترابها سليما من الفساد معافى من العفن إذ تقام ساحات منازلها غالبا على أطباق الآلاف من الأقوات تتناقلها المواريث ويصحبها التعمير وتتجافى عنها الأرض ومحاسن هذه البلدة المباركة جمة قال ابن عبدون من أهلها ولله دره .
( إن تفتخر فاس بما فى طيها ... وبأنها فى زيها حسناء ) .
( يكفيك من مكناسة أرجاؤها ... والأطيبان هواؤها والماء ) .
ويسامتها شرقا جبل زرهون المنبجس العيون الظاهر البركة المتزاحم العمران الكثير الزياتين والأشجار قد جلله سكرا ورزقا حسنا فهو عنصر الخير ومادة المجبى وفى المدينة دور نبيهة وبنى أصيلة والله سبحانه ولى من اشتملت عليه بقدرته وفيها أقول .
( بالحسن من مكناسة الزيتون ... قد صح عذر الناظر المفتون ) .
( فضل الهواء وصحة الماء الذى ... يجرى بها وسلامة المخزون ) .
( سحت عليها كل عين ثرة ... للمزن هامية الغمام هتون ) .
( فاحمر خد الورد بين أباطح ... وافتر ثغر الزهر بين غصون ) .
( ولقد كفاها شاهدا مهما ادعت ... قصب السباق القرب من زرهون ) .
( جبل تضاحكت البروق بجوه ... فبكت عذاب عيونه بعيون )