وكان أعنى الولى ابن خلدون كثير الثناء على لسان الدين ابن الخطيب C تعالى .
ولقد رأيت بخط العالم الشهير الشيخ إبراهيم الباعونى الشامى فيما يتعلق بابن خلدون ما نص محل الحاجة منه تقلبت به الأحوال حتى قدم الى الديار المصرية وولى بها قضاة المالكية فى الدولة الشريفة الظاهرية وصحبته C تعالى فى سنة 803 عند قدومه الى الشام صحبة الملك الناصر فرج ابن الملك الظاهر برقوق فى فتنة تمرلنك عليه من الله تعالى ما يستحقه وأكرمه تمرلنك غاية الإكرام وأعاده الى الديار المصرية وكنت أكثر الاجتماع به بالقاهرة المحروسة للمودة الحاصلة بينى وبينه وكان يكثر من ذكر لسان الدين ابن الخطيب ويورد من نظمه ونثره ما يشنف به الأسماع وينعقد على استحسانه الإجماع وتتقاصر عن إدراكه الأطماع فC تعالى عليهما وأزكى تحياته تهدى اليهما .
ولقد كان ابن خلدون هذا من عجائب الزمان وله من النظم والنثر ما يزرى بعقود الجمان مع الهمة العلية والتبحر فى العلوم النقلية والعقلية وكانت وفاته بالقاهرة المعزية سنة 807 سقى الله تعالى عهده ووطأ فى الفردوس مهده .
قاله وكتبه الفقير الى الله تعالى إبراهيم بن أحمد الباعونى الشافعى غفر الله تعالى له زلله وأصلح خلله انتهى .
10 - ومن نثر لسان الدين ما ذكره فى الإحاطة فى ترجمة يحيى بن إبراهيم ابن يحيى البرغواطى من بنى الترجمان ولنذكر الترجمة بجملتها لأشتمالها على ما ذكر وغيره فى حق المذكور بعد قوله إنه من بنى الترجمان ما صورته .
عزف عنهم وانقطع إلى لقاء الصالحين وصحبه الفقراء المتجردين وكان نسيج وحده فى طلاقة اللسان حافظا لكل غريبة من غرائب الصوفية يتكلم فى مشكلاتهم حفظ منازل السائرين للهروى وتائية ابن الفارض مليح الملبس مترفع عن الكدية حسن الحديث صاحب شهرة ومع ذلك