فمغضوض منه محمول عليه لما جبل عليه من رفض الاصطلاح واطراح التغافل مولع بالنقد والمخالفة فى كل ما يطرق سمعه مرشحا ذلك بالجدل المبرم ذاهبا أقصى مذاهب القحة كثير الفلتات نالته بسبب هذه البلية محن ووسم بالرهق فى دينه مع صحة العقل وهو الآن عامر الرباط المنسوب إلى اللجام على رسم الشياخة عديم التابع مهجور الفناء قيد الكثير من الأجزاء منها فى نسبة الذنب إلى الذاكر جزء نبيل غريب المأخذ ومنها فيما أشكل من كتاب ابى محمد ابن الشيخ وصنف كتابا كبير الحجم فى الاعتقادات جلب فيه كثيرا من الحكايات رأيت عليه بخط شيخنا أبى عبد الله المقرى ما يدل على استحسانه .
ومن البرسام الذى يجرى على لسانه بين الجد والقحة والجهالة والمجانة قوله لبعض خدام باب السلطان وقد ضويق فى شىء أضجره منقولا من خطه بعد رد كثير منه للإعراب ما نصه الله نور السموات من غير نار ولا غيرها والسلطان ظل له وسراجه فى الأرض ولكل منهما فراش مما يليق به ويتهافت عليه فهو تعالى محرق فراشه بذاته ومغرقهم بصفاته وسراجه وظله هو السلطان محرق فراشه بناره مغرقهم بزيته ونواله ففراش الله تعالى ينقسم الى حافين ومسبحين ومستغفرين وأمناء وشاخصين وفراش السلطان ينقسمون إلى أقسام لا يشذ أحدهم عنها وهم وزغة ابن وزغة وكلب ابن كلب وكلب مطلقا وعار ابن عار وملعون ابن ملعون وقط فأما الوزغة فهو المغرق فى زيت نواله المشغول بذلك عما يليق بصاحب النعمة من النصح وبذل الجهد والكلب ابن الكلب هو الكيس المتحرز فى تهافته من إحراق وإغراق يعطى بعض الحق ويأخذ بعضه وأما الكلب مطلقا فهو المواجه وهو المشرد للسفهاء عن الباب المعظم القليل النعمة وأما العار ابن العار فهو المتعاطى فى تهافته ما فوق الطوق ولهذا امتاز هذا الاسم بالرياسة عند العامة اذا مر بهم جلف أو متعاظم يقولون هذا العار ابن العار يحسب نفسه رئيسا وذلك لقرب المناسبة فهو موضوع لبعض الرياسة كما أن الكلب ابن الكلب لبعض الكياسة وأما الملعون