سيدى لا زلت تتصف بالوالج بين الخلاخل والدمالج وتركض فوقها ركض الهمالج أخبرنى كيف كانت الحال وهل حطت بالقاع من خير البقاع الرحال وأحكم بمرود المراودة الاكتحال وارتفع بالسقيا الإمحال وصح الانتحال وحصحص الحق وذهب المحال وقد طولعت بكل بشرى وبشر وزفت هند منك الى بشر فلله من عشيه تمتعت من الربيع بفرش موشية وأبدلت منها أي آساد وحشية وقد أقبل ظبى الكناس من الديماس ومطوق الحمام من الحمام وقد حسنت الوجه الجميل التطرية وأزيلت عن الفرع الأثيث الأبرية وصقلت الخدود فكأنها الأمرية وسلط الدلك على الجلود وأغريت النورة بالشعر المولود وعادت الأعضاء يزلق عنها اللمس ولا تنالها البنان الخمس والسحنة يجول فى صفحتها الفضية ماء النعيم والمسواك يلبى من ثنية التنعيم والقلب يرمى من الكف الرقيم بالمقعد المقيم وينظر الى نجوم الوشوم فيقول إنى سقيم وقد تفتح ورد الخفر وحكم لزنجى الضفيرة بالظفر واتصف أمير الحسن بالصدود المغتفر ورش بماء الطيب ثم أعلق بباله دخان العود الرطيب وأقبلت الغادة يهديها اليمن وتزفها السعادة فهى تمشى على استحيا وقد ذاع طيب الريا وراق حسن المحيا حتى إذا نزع الخف وقبلت الأكف وصخب المزمار وتجاوب الدف وذاع الأرج وارتفع الحرج وتجوز اللوى والمنعرج ونزل على بشر بزيارة هند الفرج اهتزت الأرض وربت وعوصيت الطباع البشرية فأبت ولله در القائل .
( ومرت فقالت متى نلتقى ... فهش اشتياقا اليها الخبيث ) .
( وكاد يمزق سرباله ... فقلت اليك يساق الحديث )