فسبق وجلى وشنف بذكره المسامع وحلى ورفع المشكل ببيانه وحرر الملتبس ببرهانه الى ان أحله قضاء الجماعة ذروة أفقه الأصعد وبوأه عزيز ذلك المقعد فشرف الخطة واخذ على الأيدى المشتطة لا يراقب إلا ربه ولا يضمر إلا العدل وحبه والمجلس السلطانى أسماه الله تعالى يختصه بنفسه ويفرغ عليه من حلل الاصطفاء ولبسه ويستمطر فوائده ويجرب بأنظاره حقوق الملك وعوائده فكان بين يديه حكما مقسطا ومقسما لحظوظ الإنعام مقسطا الى ان خصه بالكتابة المولوية ورأى له ذلك حق الأولوية إذ كان والده المقدس نعم الله تعالى ثراه ومنحه السعادة فى أخراه مشرف ذلك الديوان ومعلى ذلك الإيوان يحبر رقاع الملك فتروق وتلوح كالشمس عند الشروق فحل ابنه هذا الكبير شرفا الشهير سلفا مرتبته التى سمت وافترت به عن السعد وابتسمت فسحبت به للشرف مطارف وأحرزت به من الفخر التالد والطارف فهو اليوم فى وجهها غرة وفى عينها قرة ولله هو فى ملاحظة الحقائق ورعيها وسمع الحجج ووعيها فلقد فضل بذلك اهل الآختصاص وسبقهم فى تبيين ما يشكل منها وما يعتاص إذ المشكلة معه جلية الأغراض والآراء لديه آمنة من مأخذ الأعتراض فكم رتبه عمرها بذويها فأكسبها تشريفا وتنويها وعلى ذلك فأعلام قضاه الوطن ومن عبر منهم وقطن مع أقدارهم السامية ومعاليهم التى هى للزهر مسامية إنما رقتهم وساطته التى أحسنت وزينت بهم المجالس وحسنت فيه أمضوا أحكامهم وأعملوا فى الأباطيل احتكامهم وكتبوا الرسوم وكبتوا الخصوم وحلوا دست القضاء وسلوا سيف المضاء وفى زمانه تخرجوا