الخطيب C تعالى قوله من كلام جلبت جملته فى أزهار الرياض واقتصرت هنا على قوله بعد الحمدلة الطويلة ما صورته أما بعد فان الله على كل شىء قدير وانه بعباده لخبير بصير وهو لمن أهل نيته وأخلص طويته نعم المولى ونعم النصير بيده الرفع والخفض والبسط والقبض والرشد والغى والنشر والطى والمنح والمنع والضر والنفع والبطء والعجل والرزق والأجل والمسرة والمساءة والإحسان والإساءة والإدراك والفوت والحياة والموت اذا قضى أمرا فانما يقول له كن فيكون وهو الفاعل على الحقيقة وتعالى الله عما يقول الآفكون وهو الكفيل بان يظهر دينه على الدين كله ولو كره المشركون وان فى احوال الوقت الداهية لذكرى لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد وعبره لمن يفهم قوله تعالى ( إن الله يفعل ما يشاء ) الحج ( إن الله يحكم ما يريد ) المائدة بينما الدسوت عامرة والولاة آمره والفئة مجموعة والدعوة مسموعة والإمرة مطاعة والأجوبة سمعا وطاعة واذا بالنعمة قد كفرت والذمة قد خفرت .
إلى أن قال والسعيد من اتعظ بغيره ولا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا جعلنا الله تعالى ممن قضى عمره بخيره وبينما الفرقة حاصلة والقطيعة فاصلة والمضرة واصلة والحبل فى انبتات والوطن فى شتات والخلاف يمنع رعى متات والقلوب شتى من قوم أشتات والطاغية يتمطى لقصم الوطن وقضمه ويلحظه لحظ الخائف على هضمه والآخذ بكظمه ويتوقع الحسرة أن يأذن الله بجمع شمله ونظمه على رغم الشيطان ورغمه واذا بالقلوب قد ائتلفت والمتنافرة قد اجتمعت بعدما اختلفت والأفئدة بالألفة قد اقتربت الى الله تعالى وازدلفت والمتضرعة الى الله تعالى قد ابتهلت فى اصلاح الحالة التى سلفت فألقت الحرب أوزارها وأدنت الفرقة النافرة مزارها وجلت الألفة الدينية