بانشراح صدره وعلى قدره فوقعت الموقع الذى لم يقعه سواها فأما الخيل فأكرم مثواها وجعلت جنان الصون مأواها ولو كسيت الربيع المزهر حللا وأوردت فى نهر المجرة علا ونهلا وقلدت النجوم العواتم صحلا ومسحت أعطافها بمنديل النسيم وألحفت بأردية الصباح الوسيم وأفترشت لمرابطها الحشايا وأقضمت حبات القلوب بالعشايا لكان بعض ما يجب لحقها الذى لا يجحد فضله ولا يحتجب وما عداها من الرقيق والفتيان رعاه ذلك الفريق تكفله الاستحسان وأطنب الاعتقاد وان قصر اللسان تولى الله تعالى تلك الخلافة بالشكر الذى يحسب العطاء والحفظ الذى يسبل الغطاء والصنع الذى ييسر من مطا الأمل الامتطاء وأما ما يختص بالمملوك فقد خصه بقبوله تبركا بتلك المقاصد التى سددها الدين وعددها الفضل المبين وأنشد الخلافة التى راق من مجدها الجبين .
( قلدتنى بفرائد أخرجتها ... من بحر جودك وهو ملتطم الثبج ) .
( ورعيت نسبتها فإن سبيكة ... مما يلائم لونها قطع السبج ) .
والمملوك بهذا الباب النصرى أعزه الله تعالى على قدم خدمة وقائم بشكر منه لكم ونعمة وحاضر فى جملة الأولياء بدعائه وحبه ومتوسل فى دوام بقاء أيامكم ونصر أعلامكم إلى ربه وان بعد بجسمه فلم يبعد بقلبه والسلام الكريم الطيب البر العميم يخصها دائما متصلا وC تعالى وبركاته انتهى .
47 - مخاطبة من ابن البربري المالقى إلى لسان الدين .
ومما خوطب به لسان الدين قول أبى الحسن على بن يحيى الفزارى المالقى